قد يُولد الطفل بشق في الشفة العلوية في حالة تعرف بـ “الشفة الأرنبية”، وتعُد من أكثر العيوب الخلقية شيوعًا لدى حديثي الولادة.

لمعرفة ماهي الشفه الارنبيه وأسبابها وعلاجها تابعوا معنا قراءة المقال التالي من الدكتورة نجلاء البوليفي.

ماهي الشفه الارنبيه؟

الشفة الأرنبية أو الشفة المشقوقة هي أحد العيوب الخلقية التي يولد بها بعض الأطفال، وهي شق في الشفة العلوية، وقد يكون الشق صغيرًا أو يمتد إلى سقف الفم ويسمى شق سقف الحلق أو الحنك المشقوق.

تتكون الشفاه في الأسابيع الأولى من الحمل فتتحد أنسجة الوجه وتتلاحم لتكوين الشفاه، وعند حدوث خلل في عملية تلاحم الأنسجة ينتج عنها تكوين الشفة المشقوقة.

شق سقف الحلق يتكوّن أيضًا في المرحلة الأولى من نمو الجنين، وقد يشمل الحنك الصلب، وهو الجزء الأمامي العظمي من سقف الفم، وقد يمتد إلى الحنك الناعم، وهو الجزء الخلفي الناعم من سقف الفم.

قد يكون الطفل مصابًا بشق في الشفاه فقط أو في الحلق فقط أو الاثنين معًا، وبذلك نكون أجبنا عن سؤالنا ماهي الشفه الارنبيه؟

أسباب الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق

في معظم الحالات، تكون أسباب الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق غير معروفة. ويعتقد الأطباء أن الأسباب قد تكون مزيجًا من عوامل وراثية وعوامل أخرى بيئية كالتالي:

عوامل وراثية

تزداد احتمالية إصابة المواليد الجدد بالشفة الأرنبية إذا كان في العائلة تاريخ سابق للإصابة بها.

الأدوية

قد تؤثر بعض الأدوية التي تتناولها الأم في أثناء فترة الحمل في إصابة المواليد بالشفاه المشقوقة، مثل:

• مضادات نوبات الصرع.
• بعض الأدوية التي تُستخدم في علاج حب الشباب.
• الميثوتريكسات، وهو دواءٌ شائع استخدامه في علاج السرطان والتهابات المفاصل والصدفية.

عوامل أخرى تزيد احتمالية إصابة الطفل بالشفاه المشقوقة

مثل:

• نقص بعض الفيتامينات، مثل حمض الفوليك.
• السمنة.
• التدخين.
• تعاطي المخدرات.
• إصابة الحامل بداء السكري.

تشخيص الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق

يمكن تشخيص الشفة الأرنبية في فترة الحمل من خلال فحص الموجات فوق الصوتية للحامل، لأن الشفة الأرنبية تسبب تغيرات جسدية في وجه الجنين تظهر في أثناء الفحص.

قد تظهر الشفة المشقوقة في فحص الموجات فوق الصوتية في الأسبوع 18-22 من الحمل.

تشخّص الشفة المشقوقة وشق سقف الحلق بعد الولادة مباشرة بفحص طبيب الأطفال للفم والأنف والحلق.

مضاعفات الإصابة بالشفة الأرنبية وشق سقف الحلق

تسبب الشفة المشقوقة وشق سقف الحلق عدة مشكلات للأطفال، منها:

مشكلة الرضاعة

يواجه الطفل حديث الولادة المصاب بالشفة الأرنبية صعوبة في الرضاعة، وهي أول عقبة تواجه الأم والطفل، لكن يمكن التغلب عليها باستخدام زجاجات مخصصة لحالات الشفة المشقوقة ذات حلمات طويلة تساعد على تدفق الحليب داخل الفم.

التهابات الأذن وفقدان السمع

تزداد اصابة الأطفال الذين لديهم الشق الحلقي بالتهابات الأذن؛ نتيجة تراكم السوائل في الأذن الوسطى.

وتأخر علاجها يسبب فقدان السمع، لذلك يحتاج هؤلاء الأطفال إلى أنابيب خاصة تساعدهم على تصريف السوائل من الأذن، مع الحرص على إجراء فحص السمع مرة واحدة في السنة على الأقل.

صعوبة التحدث

يواجه الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية وشق سقف الحلق صعوبة في التحدث وتبدو أصواتهم “أنفية”، وتساعد عملية الشفة الأرنبية للأطفال على التخلص من تلك المشكلة.

مشكلات في الأسنان

الأطفال المصابون بالشفة الأرنبية أكثر عرضة للإصابة بمشكلات الأسنان، مثل تجاويف اللثة أو الأسنان المفقودة أو المشوهة.

مشكلات اجتماعية وعاطفية

يعاني الأطفال ذوي الشفة المشقوقة بعض المشكلات الاجتماعية والعاطفية وفقدان الثقة بأنفسهم؛ بسبب اختلاف مظهرهم.

علاج الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق

استكمالًا لحديثنا عن ماهي الشفه الارنبيه وشق سقف الحلق نتحدث عن علاجهما، يعتمد العلاج على عدة عوامل، وهي: نوع الشق وعمر الطفل ومدى تأثيره عليه، يبدأ علاج الشفة الأرنبية لحديثي الولادة منذ لحظة الولادة وقد يستمر حتى مرحلة البلوغ.

عملية إصلاح الشفة المشقوقة

يتطلب إصلاح الشفة الأرنبية لحديثي الولادة إجراء عملية جراحية واحدة أو عمليتين تكون الجراحة الأولى عندما يتراوح عمر الطفل بين 3-6 أشهر لإغلاق الشق.

وتكون الجراحة الثانية -إذا لزم الأمر- عندما يبلغ الطفل 6 أشهر.

عملية إصلاح شق سقف الحلق

يتم إجراء إصلاح شق سقف الحلق عندما يبلغ الطفل عُمْر 12 شهرًا.

عمليات جراحية أخرى

قد يحتاج الطفل إلى عمليات جراحية أخرى بناءًا على حالته الصحية، وذلك على النحو التالي:

• يحتاج الطفل لعملية جراحية لتحسين طريقة النطق إذا كان شق الحلق يؤثر في مخارج الحروف، وذلك بعد تقييم اختصاصي التخاطب والنطق لكلام الطفل عند سن 4-5 سنوات.
• عملية إصلاح شق اللثة عند عمر 8- 12 عامًا وجراحة تقويم عظام الفكين إذا كان الشق الحلقي يشمل خط اللثة.
• جراحة تجميلية لتحسين مظهر الشفاة.