تسرب البول بعد عملية الإحليل التحتي

لخوف على صحة الأبناء يدفع بعض الآباء إلى الابتعاد عن التدخلات الجراحية قدر المُستطاع، ما دام هناك وسيلة بديلة يمكنها مُساعدة أطفالهم.
ولكن في حال إصابة الطفل بالإحليل التحتي الذي يستلزم التدخل الجراحي العاجل فلا مفر أمام الأبوين سوى اتخاذ القرار بإخضاع الطفل للجراحة وهم يضعون يدهم على قلوبهم من شدة خوفهم من فشل عملية اصلاح مجرى البول أو حدوث مُضاعفات بعد إجرائها.
وعلى الرغم من ارتفاع نسب نجاح عمليات الإحليل التحتي، إلا أن فشلها احتمال وارد، وإمكانية حدوث مُضاعفاتها مثل: تسرب البول بعد عملية الإحليل التحتي وغيرها لا يزال محتملًا أيضًا، خاصةً في حال إجراء الجراحة على يد جراح غير متخصص.
أسباب تسرب البول بعد عملية الإحليل التحتي
يخضع الأطفال حديثو الولادة إلى عملية الإحليل التحتي بهدف إعادة فتحة البول إلى مكانها الصحيح، والتي ينبغي أن تكون في رأس القضيب، ولكن نتيجة لهذا التشوه تُصبح في منتصفه أو بالقرب من الخصيتين وكيس الصفن.
ومن المفترض بعد الجراحة ونجاحها أن يعود القضيب إلى مظهره الطبيعي ويستطيع الطفل التبول بشكل صحيح، ولكن على الرغم من نجاح الجراحة، إلا أن بعض الأطفال الخاضعين لها يتعرضون إلى مُضاعفاتها، وأشهر تلك المُضاعفات: تسريب البول بعد عملية الإحليل التحتي.
كيفية التعامل مع الناسور بعد عملية الإحليل التحتي(تسرب البول)
يُصيب تسرب البول من 10 إلى 15% من الأطفال الخاضعين للجراحة، وهو شكل من أشكال الناسور البولي الذي يمكن التخلص منه عبر تدخل جراحي آخر يُجرى للطفل بمرور ستة أشهر من العملية.
ولكن إمكانية التخلص من تسرب البول لا ينفي أهمية مراجعة جراح أطفال متخصص في التشوهات التناسلية والتاكد من عدم إصابة الطفل بمُضاعفات أخرى خلال الجراحة.
المُضاعفات المحتملة لعملية الإحليل التحتي: تسرب البول ليست المشكلة الوحيدة..
لا تقتصر المُضاعفات المُحتملة للجراحة على تسرب البول بعد عملية الإحليل التحتي فقط، بل قد ينتج عنها تشوهات أكثر خطورة بالعضو الذكري، وقد تؤثر بالسلب على القدرة الجنسية والإنجابية للطفل بعد البلوغ. وتتمثل المضاعفات المحتملة للعملية في:
- قطع وإزالة بعض من أنسجة القضيب خلال إجراء العملية.
- تضرر وتلف الأعصاب المُمتدة بقضيب الطفل، الأمر الذي يؤثر على حياته الجنسية في المُستقبل.
الخطوة الأولى لحماية طفلك من خطر الجراحة.. اختيار طبيبٍ خبيرٍ
نجاح العملية يتوقف على مهارة وخبرة الطبيب، لذا ينبغي على الأبوين تحري الدقة واختيار جراح متخصص في إجراء جراحات التشوهات التناسلية والابتعاد عن الجراحين غير المعروفين وغير المتمرسين.
خطوات إجراء عملية الإحليل التحتي بأمان
إن الهدف من إجراء عملية الإحليل السفلي تجميل العضو الذكري والتخلص من التشوه الخلقي الموجود به. وينبغي مراعاة الدقة في الإجراء للوقاية من الأخطاء الطبية والمُضاعفات المحتملة للإجراء، والتي قد تشمل تسرب البول بعد عملية الإحليل التحتي وغيرها من المُضاعفات الأخرى.
يمكن إجراء الجراحة بأمان من خلال اتباع الخطوات الجراحية التالية:
- تحديد شكل الإحليل السفلي ودرجته لتقييم الحالة وتحديد حجم الشق الجراحي المطلوب صُنعه لإجراء الجراحة.
- صنع شق جراحي في القضيب وتثبيت قسطرة طبية داخله، والتي تسمح بإعادة تشكيل أنسجة القضيب ومجرى البول بوضع طبيعي، كما تُيسّر للطفل فرصة التبول بصورة طبيعية.
- بعد وضع القسطرة وتثبيتها يُغلق الجراح الشق الجراحي بخيوط تجميلية.
الفترة التالية لجراحة الإحليل التحتي لا تقل أهمية وخطورة عن الجراحة، إذ ينبغي على الأبوين التعامل مع الطفل بحذر شديد والالتزام بما يشير إليه الطبيب من تعليمات، والتي ستتضمن الآتي:
- تجنب التغيير على الجرح أو لمسه قبل مرور ثلاثة أيام على الجراحة، وضرورة تعقيمه بعد تلك الفترة للوقاية من الإصابة بالعدوى.
- عدم محاولة إزالة القسطرة الطبية والالتزام بحضور جلسات المتابعة. والاستشارات لمتابعة حالة الطفل وإزالة القسطرة بواسطة الطبيب المتخصص.
- في حال إصابة الطفل بالنزيف وملاحظة بقع دم على شاش الجراحة ينبغي مراجعة الطبيب على الفور.
جراحة الإحليل البولي التحتي من الجراحات شديدة الخطورة والحساسية ولا ينبغي المجازفة عند إجرائها، لذا ينبغي اختيار جراح أطفال يتسم بالخبرة والكفاءة والمهارة لإجراء الجراحة بصورة سليمة وحماية طفلك من المضاعفات المحتملة للعملية.